الأحد، 16 فبراير 2014

موقف وعبرة


موقف من حياة الشيخ العلامة حمد بن عبيد السليمي رحمه الله

    يحكى عن الشيخ حمد بن عبيد السليمي رحمه الله أنه سافر على الباخرة إلى الاراضي الطاهرة لأداء مناسك الحج العظام ، فالتقى في الباخرة
    بأحد علماء باكستان ، وكان هذا العالم الباكستاني له هيئة حسنة ولحية بيضاء ، وكان لا يفتأ من قراءة القرآن الذي يحفظه عن ظهر
    قلب ، أضف إلى محاسنه السابقة أنه كان ضليعا في الفقه فقد أخذ يناقش الشيخ حمد في المسائل الفقهية ، ورغم هذه السمات الحميدة
    والصفات الطيبة التي يتحلى بها الشيخ الباكستاني إلا أن به خلة سيئة لطالما تضايق منها شيخنا السليمي رحمه الله ، ألا وهي كثرة
    شرب الدخان ، فقد كان لا يفتأ من شرب الدخان فأراد شيخنا السليمي أن يسدي إليه نصيحة بطريقة لا تؤثر عليه ، امتثالا لقول الله تعالى
    "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"

    لقد كان من عادة الشيخ الباكستاني أن يحضر إلى مجلس شيخنا السليمي بالباخرة كل يوم، وذات صباح جهز شيخنا السليمي شيئين قبل حضور الشيخ الباكستاني ، وهما ( مجمر ،مصحف ) ، فلما دخل الباكستاني مجلس شيخنا رحمه الله أمسك الشيخ بالمجمر والمصحف بيديه ، وقال للباكستاني : يا شيخ ، ناولني من هذا السجريت الذي تدخنه . فعلت علامات الدهشة معالم وجه الباكستاني ، فقال لشيخنا : وما تصنع به وأنت لا تدخن ؟فقال شيخنا : أريد أن أبخر هذا المصحف تكريما له . فغضب الباكستاني من هذا الجواب وقال : يا شيخ ، هذه إهانة للمصحف وليس تكريما ، فحينئذ استغل شيخنا هذا الموقف فكرر على الباكستاني بالنصيحة المضمخة بالحكمة والمترعة بالإخلاص قائلا له : كيف يكون إهانة والشيخ يكرم القرآن في صدره بهذا الدخان في كل حين ، فنحن نقتدي بالشيخ في فعله . أتدرون أيها الإخوة موقف الباكستاني من هذه النصيحة ؟ بكى وتأثر واعتبر وقال لشيخنا رحمه الله : لك علي أن لا أعود إلى الدخان مرة أخرى . هذه هي قصةشيخنا السليمي مع الباكستاني ، وخير تعقيب لهذه القصة قول الحق سبحانه : "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا "

    رحمك الله يا شيخنا رحمة واسعة ،
    وأسبغ عليك وافر رحمته ،
    وأدخلك فسيح جناته ،